تطييب خاطر الزوجة
قال تعالى: ( وعاشروهن بالمعروف ) مسألة مهمة في الحياة الزوجية، أن تٌلتفت إليها وهي مذاعبة مشاعر الزوجة بكلمة طيبة تنعش قلبها بنبضات الحب، وتبعث الراحة في النفس، وتجلب السعادة بين الزوجين وهي الكلمة الطيبة المنعشة والتي تفيض حناناً لتنسي الزوجة آلام الحياة وعناء خدمة البيت وتعب الأطفال وحنينهم وأزعاجاتهم التي لا تنتهي حتى يكبروا ويدخلوا بيت الزوجية ونرتاح منهم ؟؟ قصدي نرتاح من صخابهم وضجيجهم !
فبعض الأزواج والزوجات للأسف بخيل جداً وضنيين بالكلمة الطيبة وكأنها تكلفه مالايطيق ويثقل عليه أن يتفوه بذلك، ولكنها مجرد حروف صغيره قليلة غير مكلفة فلو خرجت حروف الحنان والعاطفة من هاتين الشفتيتن لبنت قصرا من الحب، وسياج حماية من المشاكل، وأمانا من العواصف العاتية، فبعض الزوجات تشكو التصحر والجفاف في الحياة الزوجية في كلمات الحب والعاطفة، فقد فلاتسمع منه من هذا الأمر إلا قليلاً، وربما يعود سبب ذلك أنه لم يعود نفسه على ذلك. ولم يحمل نفسه علة هذا الأمر، ويتناسى أن هذا من الضروريات المهمة، فللأسف إذا لم يعرف أحد الزوجين كيف يفتح قلب الآخر ليلج فيه فيرتمي في غمرة السعادة يتهادى بين أحضان الحب والعاطفة.
والعكس كذلك أيها الأخوة أيضاً بالنسبة للزوجة ! ينبغي عليه أن تسلك ذلك فحق الزوج عليها أكبر، أقول هذا لئلا يقال أنت تقف فقط إلى جانب طرف دون آخر.
المهم إخواني وأخواتي جميل أن يصبح كل من الزوجين في كل صباح يحيي كل منهما الآخر بباقة من الكلمات الوردية، يبتدؤها بكلمة تفتح النفس فينبسط لها القلب ثم يصدح لها اللسان بالتغريد، ثم تتناغم بينهما المشاعر وتتشابك الأحاسيسس فتدخل في غمرة الفرحة والعاطفة وسكرة الحب حتى تمطر عليهما السماء بالندى فيضلهما الله تعالى تحت سحاب الرحمة.
وهكذا إيها الأخوة أذكر نفسي أولاً وإياكم أن الحصول على السعادة لابد من العمل على تمهيد مقدماتها وتهيئة أسبابها، كالكلمة الطيبة والهدية ووو.. فبعض الأزواج يريد من الآخر أمور هو لا يفعلها فهنا تبدو الأنانية !!
وأخيراً تطييب خاطر الزوجة أمر يحبه الله تعالى وقد قال تعالى:( وعاشروهن بالمعروف ) وتطييب خاطرها وإنعاش قلبها لا شك من المعروف فهيا أيها الأخوة لنأخذ بتعاليم القرآن ووصايا الرسول محمد صلى الله عليه وآله.
وإذا قصد كل من الزوجين إسعاد الآخر بكل وسيلة مشروعة في القول أوالعمل إبتغاء وجه الله تعالى فلايبعد أن يكون هذا العمل عبادة يثاب عليها
يقول الحجة الشيخ محمد مهدي النراقي: ثم باعث العمل المباح إن كان خيرا بجعله عبادة ، كالتطيب يوم الجمعة لإقامة السنة ، وتعظيم المسجد واليوم ، ودفع الأذى بالنتن ، والأكل لقوة العبادات ، والجماع للولد وتطييب خاطر الزوجة : والترفه بنومة أو دعابة مباحة لرد نشاط الصلاة ..
جامع السعادات - محمد مهدي النراقي - ج 3 - ص 86 - 87
وتحية لكم وألف تحية يرددها اللسان كل صبح ومسا
واذكروني في الدعا
أخوكم مهند التاروتي